abbasbusafwan@gmail.com

سترة ليست محلا للعب بالنار

لا يمكن نفي أن شواهد كثيرة، في الماضي والحاضر، موجودة في الخطاب والممارسة، يمكن لمن يريد أن يستخدمها أن ينسج سيناريوهات متعددة بأن أطرافا ما (معارضة وغير معارضة) هي التي قامت فعلا بالعمل المشين الخميس الماضي في واديان (سترة)، لكن يظل من الأوجب قانونيا وسياسيا، التأني في وضع فرضيات نصدقها قبل أن يثبتها التحقيق.

كما يمكن القول بعد أربعة أيام من حادث الاعتداء غير المسئول، أن الدولة خرجت أكثر نضجا من جهات عدة، ومن بينها كتاب مازالوا يستعجلون النتائج من حادث يبدو من المعلومات الأولية أنه نشاز، ولا يشكل ظاهرة عامة، ويخالف القناعات التي عبرت عنها القوى السياسية، مذ سُمح بالعمل العلني، إذ مرت البلد بعدة محكات أثبتت الحكومة والمعارضة خلالها أن منطق العقل يمكن أن يسود.

يأمل الفاعلون مما جرى الإضرار بسمعة أهالي سترة خصوصا، وبعلاقتهم بالمشروع الإصلاحي الذي استقبلوه يوم احتضنوا جلالة الملك. كما يأمل هؤلاء الشاذون الإضرار بمشروعات تنموية أقرت الدولة بناءها باعتبارها جزءا من مخطط نأمل أن يتوسع ليعيد شيئا من البهجة إلى الجزيرة المحرومة.

معلوم أنه من المقرر أن يزور جلالة الملك المحافظة الوسطى في ديسمبر/ كانون الأول المقبل، ومن بين أهم جدول أعمال الزيارة وضع حجر الأساس للمجمع التجاري في سترة، ويأمل الأهالي ألا تكون الزيارة وبرنامجها قد تضررا جراء الفعل الإجرامي الأخير، لأن ذلك يعني ببساطة أن المتربصين بالأمن الوطني حققوا جزءا من أهدافهم، بالإضرار بالثقة بين المواطنين والقيادة السياسية.

يظل الأمن هاجس الجميع، ويمكن بالحوار أن يتواصل الأهالي مع أجهزة الأمن وتزويدهم بالمعلومات، ما يعزز العلاقة التي بدأها الأهالي مع الجهات الرسمية حين أسعفوا الجرحى.

المصدر: سترة ليست محلا للعب بالنار

انشر وشارك

مقالات ذات صلة