abbasbusafwan@gmail.com

الحاجة إلى سماع متبادل

خطوة إيجابية ما أشار إليه وزير الداخلية الجديد الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة في لقاء صحافي أمس، حين لاحظ أن سوء الاتصال بين الأجهزة الأمنية وعدم اتضاح هوية المسيرة يوم الجمعة 21 مايو/ أيار الماضي هو ما أدى بقوات الأمن إلى إطلاق مسيلات الدموع والرصاص المطاطي على المتظاهرين سلميا. ولكن المؤسف في كلام الوزير إشارته إلى ان لجنة التحقيق التي شكلت في الحادث انتهى عملها، من دون أن تعلن النتائج بالتفصيل، ومن دون أن توضح للرأي العام الإجراءات التي ستتخذ لتفادي حصول مثل هذه الأمور مرة أخرى.

أعرف حساسية المسألة، ولكن الشجاعة التي تحلى بها جلالة الملك غداة مسيرة الجمعة تجعل المواطنين ينتظرون إجراءات في مستوى قرارات الملك الاستثنائية التي أعلنت في الصحافة، ورحب بها رئيس الوزراء والمسئولون وعموم الرأي العام.

إن الآمال على الوزير الجديد كبيرة، ليس في تحسين صورة الشرطة، بل في إصلاح جدي داخل الوزراة التي نأمل أن تتحول إلى صديق للناس. ولا أحد يطالب بتغييرات دراماتيكية، على العكس فإن الخطوات المستندة إلى منطق واقعي هي الأكثر جدوى، ولعل خطوات التعيين التي تتخذ بهدوء، ورؤية الوزير التي عبر عنها أمام مجلس الشورى تدعو إلى التفاؤل.

وعلى رغم انني أتفهم العقلية الحذرة للعسكريين المحترفين، ما يجعلهم مقلين في الكلام – مثلهم مثل الصورة العامة عن رجال الأعمال المحترفين، بعكس السياسيين المحترفين كثيري الكلام – فإن الحاجة تبدو ماسة ليستمع الناس أكثر إلى رؤى وزير داخليتهم، وأن يستمع هو أيضا إلى ملاحظاتهم.

ويمكن للقوى السياسية والمجتمعية – بما في ذلك قوى المعارضة – أن تبادر إلى الاتصال بالوزير، وتبدي ملاحظاتها بدلا من أن تظل تردد إن كان تغيير 21 مايو مؤامرة أم لا

العدد 642 – الأربعاء 09 يونيو 2004م الموافق 20 ربيع الثاني 1425هـ

المصدر: الحاجة إلى سماع متبادل

انشر وشارك

مقالات ذات صلة