abbasbusafwan@gmail.com

هل ستكّفون عن تأييد الإرهاب؟

كثيرون برروا، أو «تفهموا» كما يقولون، عمليات التخريب والإرهاب في العراق، طوال الأربعة عشر شهرا الماضية، بما في ذلك العمليات التي تقودها جماعات غير عراقية، كون الاحتلال الأميركي البغيض جاثما رسميا وفعليا على الأرض العراقية، ما يستدعي «الجهاد» بالدم تحديدا، لا غيره، لطرد المحتل. على رغم أن الجهاد بالدم ليس واجبا في مواجهة احتلالات أخرى، خصوصا إذا كانت الحكومات لا ترى ذلك، وعلى رغم أن هذه العمليات الإرهابية لم تكن موجهة في أحيان كثيرة إلى المحتلين. وبعضها استهدف العراقيين بشكل مباشر. وتفيد التقديرات أن عدد العراقيين الذين قُتلوا بسبب هذه العمليات تفوق مرات ومرات عدد الذين قتلوا بسبب الحرب الأميركية.

يُفترض أن تكون مغادرة الحاكم العسكري الأميركي بول بريمر العراق «نهائيا»، بداية، قد يشوبها الغموض من دون شك، لأخذ المواطنين العراقيين زمام المبادرة في وطنهم. وهذا يعني أن الاحتلال «انتهى»، ولا مبرر في استمرار قتل الناس بدعوى وجود قواعد وعسكريين أميركيين في العراق، فهم أيضا موجودون في دول أخرى. وأي تأييد لعمليات الإرهاب، هو تأييد لاستمرار عدم الاستقرار في العراق والمنطقة، والأهم أنه يعد تناقضا مع الخطاب الذي يدين عمليات شبيهة تقع في دول أخرى. ويكفي حديثا عن التحرير لخنق الناس. فلسطين علمتنا أن هذا كذب.

إذا كان العنف مدانا في البحرين، والسعودية، ومصر، وسورية، والمغرب…، فإنه مدان بالشدة نفسها في العراق.

يواجه العراقيون تحديات جمة، تهدد وحدة البلد، مثل الكرد، الطائفية، البطالة، الفيدرالية، التنمية… وإشغال البلد في القضية الأمنية، قد يصرف النظر عن مواجهة تلك القضايا المصيرية.

إن تعقد المسألة الأمنية قد يؤدي إلى نقل الحرب إلى الدول المجاورة، التي تبدو غير حاسمة في إدانة الإرهاب، وبعضها حزم أمره لتغذيته، لتصفية حسابات مع السياسات الأميركية على حساب العراق

العدد 663 – الأربعاء 30 يونيو 2004م الموافق 12 جمادى الأولى 1425هـ

المصدر: هل ستكّفون عن تأييد الإرهاب؟

انشر وشارك

مقالات ذات صلة