abbasbusafwan@gmail.com

المكرمة النفطية

يبدو أن لغطاً يحف الحديث عن مكرمة المملكة العربية السعودية النفطية إلى البحرين، إذ يتحدث فريق عن أن المكرمة جزء من إنتاج حقل أبوسعفة البحري الذي يتقاسمه البلدان. وفريق آخر يقول إن المكرمة (وهي عبارة عن 50 ألف برميل من النفط الخام يوميا) هو إضافة إلى إنتاج الحقل المشترك «وهذا هو الأقرب إلى الصواب» والغريب أننا لم نسمع عن 50 ألف برميل والتي كانت تهدى منذ سنوات وإذا لم تخني الذاكرة لم ينطق أي مسئول في المملكة عن هذه المكرمة، ولا نعرف أين يذهب ريعها إذ الجميع يتحدثون عن إنتاج حقل أبوسعفة الذي وافقت المملكة السعودية على إعطاء كامل إنتاجه للبحرين في العام 1996 وعن التوسعة الحالية في الحقل فهل من أحد يدلنا أو يعرفنا منذ متى بدأت المكرمة وأين كانت تصب ولماذا لم يتم الإفصاح عنها من قبل أن يتكرم علينا رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني فينير لنا الطريق؟ إذا كنا نتحدث اليوم عن وقف المملكة السعودية لمعونتها إلى البحرين منذ شهر يوليو/ تموز، فهي بلد مستقل وحر والأفضل ألا نشارك ولو بذرة انتقاد إلى هذه الجارة فيكفيها الهجمات التي تأتيها من كل حدب وصوب من أعداء الإسلام والأمة العربية من خلال التصريحات اليومية في صحفهم ونواياهم الخبيثة تجاه المملكة ولا أعتقد أن السعودية بخلت في الماضي وهي لن تبخل في المستقبل بالوقوف مع البحرين، ولكن الأحرى بنا أن نلوم أنفسنا ونبحث أين كانت تصب أموال المكرمة السعودية؟ نعرف أن السعودية قد حباها الله بالخيرات في أراضيها لأنها تضم أقدس مقدسات الإسلام ولن يضيرها 50 ألف برميل من النفط ولكن قبل أن تسأل أين يذهب ريعها يجب علينا نحن أبناء الوطن أن نعرف وخصوصاً نحن في زمن الشفافية والديمقراطية التي نعتز بها جميعا. بحساب بسيط نجد أن الدخل يبلغ نحو مليون دولار يوميا أو 30 مليون دولار شهريا هو ريع 50 ألف برميل فأين تم صرفها ولماذا لم يتحدث أي مسئول نفطي أو أية نشرة تصدر في الداخل أو الخارج عنها من قبل؟ واليوم ومع تضاعف أسعار النفط التي تبلغ نحو 50 دولاراً للبرميل الواحد فإن دخل البحرين سيزداد بنحو 50 في المئة على الأقل ويجب أن يستغل هذا الدخل الإضافي أحسن استغلال في خدمة الأجيال القادمة ولا يجب أن نفرط فيه ونعتمد على مساعدات الدول الأخرى حتى لا تفرض علينا سياساتها التي قد تتضارب مع تطلعاتنا وطموحاتنا. ومادام النفط يشكل المصدر الرئيسي للدخل فيجب أن يكون دخله وطرق صرفه معروفة للجميع وبكل شفافية لأن حساب الأجيال القادمة سيكون عسيرا إذا نحن فرطنا فيه. وعلى رغم الزيادة في الدخل مازلنا لم نسمع عن مشروعات تنموية صغيرة أو متوسطة «ما عدا واحد أو اثنين» يتم اقامتها في المملكة والتي توفر فرص عمل للجيل الحالي والأجيال القادمة وهو أفضل استثمار يمكن للبحرين أن تعمله جنبا إلى جنب مع تطوير البنية الأساسية لتكون المملكة بوابة لدول الخليج التي مازلنا نطمح أن نبلغها

العدد 788 – الثلثاء 02 نوفمبر 2004م الموافق 19 رمضان 1425هـ

المصدر: المكرمة النفطية

انشر وشارك

مقالات ذات صلة