abbasbusafwan@gmail.com

القمم الخليجية والتعاطي الإعلامي

وقف الصحافيون طويلا في لوبي فندق ريتز كارلتون، أمس، علّ أحد المسئولين الخليجيين عن الشئون المالية والاقتصادية المجتمعين في احدى قاعات الفندق، يدلي بتصريح عما يدور من نقاشات، في شأن ذي علاقة بتوقيع المنامة اتفاق التجارة الحرة مع واشنطن، قيل أنه محل خلاف بين البحرين وشقيقتها السعودية.

وقال أحد الزملاء متذمرا: «ما رأيكم أن نكتب البيان الختامي ونوزعه، فنحن نعرف ماذا سيُكتب فيه»، فيما رأى آخر أن «الوزراء لو كانوا في بلد آخر، لزغردوا كالبلابل، فيما يبخلون هنا على وسائل إعلامهم».

ولعل في اختيار المركز الإعلامي للقمة، المقام في فندق الخليج، بعيدا عن موقع الاجتماعات التي يستضيفها فندق كارلتون، دلالة على الأهمية التي يوليها المنظمون إلى وسائل الإعلام، مع تفهم لإرباكات التنظيم في هذه المسألة.

في الواقع، يبدو الصحافيون المكلفون بمتابعة القمة: مناخها وجدول أعمالها والاجتماعات التحضيرية، إزاء مشكل جدي، فإما أنهم لا يعرفون ما يدور في الغرف المغلقة التي لا يسمح بحضورها حتى إلى أمين عام المجلس، كما حدث في اجتماع وزراء المالية أمس، وحتى إذا عرف الصحافيون بعض ما يدور فإن من الصعوبة نقلها كما هي، من دون «تخفيفها»، أخذا بالاعتبار «العلاقات المتينة التي تجمع الدول الست».

لا أعرف إن كنت أقول ذلك كي أبرئ الوسائل الإعلامية من بعض الإخفاق في إعطاء القارئ المعلومات التي يفترض أن تكون من حقه كمواطن خليجي، يهمه ما يبحث قادته من قرارات، ربما. لكن ما يهم، حقيقة، هو كسر الصورة التي ستظل ضبابية عن وقائع الجلسات، التي مضت شوطا جيدا على صعيد توثيق العلاقات الجماعية، فلم يعد السؤال بالنسبة للقمم الخليجية أن تعقد أم لا، كما هو حال القمم العربية، بيد أن السؤال سيظل أعمق: القدرة على التكامل، وصولا إلى الوحدة الخليجية، والأهم: متى سيتم ذلك؟ وأين موقع المواطن الخليجي في مثل هذه التطورات إن حصلت؟ وهل التعاطي الإعلامي دليل على هامشية دوره؟

العدد 835 – الأحد 19 ديسمبر 2004م الموافق 07 ذي القعدة 1425هـ

المصدر: القمم الخليجية والتعاطي الإعلامي

انشر وشارك

مقالات ذات صلة