abbasbusafwan@gmail.com

لن اسمي ابني جعفر او مهدي او عبدالحسين!

Ali-441-600

لن اسمي ابني جعفر او مهدي او عبدالحسين!

عباس بوصفوان
١٥ أغسطس ٢٠٢٠

أفهم – هل نفهم بالفعل – لماذا يخاف كثير من الناس في البحرين، أو يتفادون، تسمية أبنائهم بـ جعفر أو عباس أو مهدي أو عبدالحسين!

ألم تصبح هذه التسميات محل ازداء في الجهاز الرسمي الطائفي طوال عقود طويلة مضت؟

إن نسبة لا يستهان بها من الجيل الجديد، من الأبناء الشيعة والبنات الشيعيات، يتفادون هذه التسميات، أملا في انقاذ أطفالهم من محن مستقبلية أكيدة.

بيد أن الجهاز الرسمي الخبيث لا يفتش فقط في اسمك.

لن تفلتَ ان كان اسمك غازي أو فهد مثلا. الجهاز الحقير سيرى اسم والدك، ثم اسم جدك.

ثم سيرى منطقة سكنك، وإذا كنت قاطنا في مدينة عيسى او مدينة حمد، أو أي من المدن الجديدة، سيفتش هذه الجهاز المريض أين كان يقطن والدك. ومن هي والدتك، وأين مسقط رأسها.

ومفهوم حينها لماذا يبذل عدد ملحوظ من الشباب الشيعة والشابات الشيعيات جهدا لتفادي اختيار اسماء لأنجالهم تحيل إلى الهوية الشيعية.

ولو كان الأمر متعلقا بالتغيير الثقافي، وبمستجدات الحياة، فذلك أمر رائع وجميل، ومرغوب به.

لكن اختيار الأسماء بات خاضعا بجلاء للنموذج القميء والأقصائي الذي يصممه النظام السياسي، الذي يحتقر الشيعة، على نحو لا يصدق.

والإشكال هنا إن التمييز الكريه، الذي يقهر الناس في البحرين، ويقتل مستقبلهم، ومستقبل عيالهم، من الجنسين، لا فكاك منه بتغيير الأسماء.

في هذه المرحلة، سواء غيرت اسمك ام احتفظت به، غيرت لهجتك ام احتفظت بها، غيرت اصدقاءك أم احتفظت بهم، غيرت قناعاتك السياسية التي احتفظت بها… مادامت شيعيا، حتى ولو بالاسم، ستظل مواطنا من الدرجة الثانية، في نظر هذا النظام الطائفي البغيض.

العلاج لن يتم إلا بتغيير الخلايا الطائفية للنظام الحاكم، واستبدالها بخلايا وطنية.

انشر وشارك

مقالات ذات صلة