abbasbusafwan@gmail.com

الاسلاميون بين الدين والوطن!

الاسلاميون بين الدين والوطن!

افتراض التعارض بين القناعات والولاءات الدينيّة، والانتماء والحب للوطن، لا تستقيم، في ظني.

اذا ركزنا على الاسلاميين، وهم محور الجدل الساخن راهنا، نلاحظ أنّ الكثير من الرموز الدينيّة هي في الوقت ذاته قامات وطنيّة بازغة.

وقد عملت في المجال الديني الجماهيري، الى جانب جهدها الوافر في الحفاظ على مصالح الوطن، والدفاع عن حقوق المواطنين.

نراها وقد اجتهدت وضحّت، أصابت وأخطأت، وسجنت وهجّرت، وسفك دمُها، ولم تتوقف عن العطاء.

في هذا المقام، يمكن ملاحظة ان كلام آية الله قاسم قد جاء في سياق دينيّ محض، حين اعتبر ولاية الفقيه امتداداً عمليّاً لولاية الإمام الحسين (ع)، وتجسيدا لشعارات الثورة الحسينيّة ضد من يسميهم اليزيديين.

ولك ان تتفق أو تختلف، لكن ليس ذلك بجديد لمن يتابع ادبيات قاسم، والكثير من جماعات الاسلام السياسي، التي تربط مجريات الاحداث القديمة ورموزها باللحظة والحدث الحي، فليس كربلاء بواقعة ميتة عند امثال قاسم.

والمهم اني لا أرى في كلامه ما يخدش الواجب والمسؤولية تجاه الوطن والناس، بل لعله يعززها بتحويل القيم الحسينية الى الابتلاء الانساني المعاصر.

وفي غضون السنوات المديدة من حياة الاسلاميين السياسية في البحرين، فقد اختطوا، عموما، مسارا واضحا لا لبس فيه في الدعوة لدولة المؤسسات والقانون، ولم يتبنوا الدعوة لدولة مذهبية، ولا نادوا بدولة ولاية الفقيه، التي لا يسعى إسلاميو لبنان والعراق، عموما، الى نقلها من النموذج الإيراني الذي له سياقه المتمايز.

وقد تحمل اسلاميون البحرين الكثير من النقد لان سقفهم ذاك، في نظر البعض، معتدل اكثر من اللازم، لكن الجمري وقاسم والغريفي وسلمان اعلنوا ما يرونه مصلحة عليا للدين والوطن، بحسب تعبير بعضهم.

والحق ان المقولات الدينية، والرموز العلمائية، والجماهير المؤمنة بمقولات الاسلاميين، كانت ولا تزال وستبقى، في ظني، قاعدة عريضة تتقدم صفوف المدافعين عن الوطن، وعن مصالح الشعوب، الى جانب اخوانهم المؤمنة بالرؤى الوطنية الاخرى، وهذا لا بد ان يجلب نقدا، قد يكون حادا، لان من يعمل قد يخطىء، لكن النظر الموضوعي يقتضي الاشادة بدور الاسلاميين في النضال الوطني.

عباس بوصفوان
٧ سبتمبر ٢٠٢٠

انشر وشارك

مقالات ذات صلة